هل حان وقت الرحيل
لطالما رتبت أمري وحزمت رأيي على البقاء بالرغم ما يغشاني من الشجن وما
ينتابني من التخاذل , كنت أخدع مشاعري وأزمع البقاء وأغضّ بصري عن رؤية
الضلال وأخفي أنفاسي عن رائحة نسوة تفوح من ملابسه .. شعره .. بل كل جسده ,
وتعود بي الأفكار الى سنيني الماضية وأيام كلها حرقة وكرب , لا راحة فيها
ولا غبطة , لكنّي مازلت أستعد وأستعد لإعادة ترتيب أموري من جديد وأنظر الى
طفلين بريئين لأسأل نفسي ما ذنب هؤلاء الأولاد ليُعاقبوا بذنب لا يعرفوا سببا" له غير أنهم أبناء ذاك الرجل المستهتر بكل شيء فأعود وأقول ربما .. نعم ربما ..
آآآه كم أوشكت على الإنهيار وعيون أولادي تمسكني فأغفر وأنسى الألم والجراح .
بذلت كل ما بوسعي لأبقى في هذا الإعياء لكنّه رغم صبري وسكوني كان يقابلني
بالرفض والنكران وكم زجرني بعباراته الاذعة وكم كان يمقتني ونسي أني زوجة
وأمّ أبنائه .
ما أصعب أن تقابل الإحسان بالإساءة وما أصعب أن يُهدم
بيتا" وأنت تبنيه بجهد ومشقة وإتقان فيضيع كل ذلك بكلمة ( لم أعد أريدكِ )
هكذا ... وينتهي كل شيء ... وما هو ذنبي إلا طاعة لربي وربك ورب العباد
أجمعين وهل يوجد لي ذنب آخر تكلم قل ما لديك .. نعم أنا أخاف الله وهل هذه
خطيئة تدعوك لقطيعتي وحرماني من أبسط حقوقي .....
وانكمشت على نفسي
مشمئزة من رجل أناني وأبّ فاسق مبتذل , ولم ينقطع فكري لحظة عن التفكير
بأبنائي وكم بودّي لو أفتديهم بحياتي إلاّ أني لا أدري أين سبيلي ولا أملك
انتشال نفسي , وها أنا أستودعهم عند الذي لا يغفل ولا ينام عند ربّ كريم هو
أعلم بحالهم وحالي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق