السبت، 14 يناير 2017

يوميا" , وأنا في طريق العودة من مدرستي , أرى طفلا" صغيرا" يقف على جانب الطريق , يحمل بيديه علب اللبان وينادي بصوت رقيق حزين ""علكة علكة"" . 
اليوم كما باقي الأيام , إلا أنه فجأة تعطلت السيارة مما اضطرنا للوقوف برهة حتى يتم تصليحها , إستوقفني منظر ذاك الطفل البريء الذي يقف يوميا" غير مكترثا" ببرد الشتاء وأمطاره تارة وبحرارة الشمس تارة أخرى , تأملته مليا" وهو بلباسه الرث الممزق ووجهه البائس وعيناه التي تتبع المارة وكأنه يتمنى عليها أن تشتري منه كي ينتهي من هذا الوقوف الشاق . 
عدت الى المنزل وصورة ذاك الطفل تكاد لا تفارق خيالي , فأنا الفتاة المدللة التي تملك الكثير من الثياب الجميلة وتطلب المزيد , وأنا التلميذة التي تبتئس يوميا" حين تصحيها أمها صباحا" لتسرح لها شعرها وتعطيها النقود قبل ذهابها الى المدرسة . 
هذا المساء ,  شعرت بالخجل من نفسي وتمنيت أن يكون لهؤلاء الأطفال دورا" للعناية تحميهم من شرّ الطريق وتبني منهم سواعدا" للوطن . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق