الجمعة، 29 يوليو 2016
منذ زمن لم أخطُ نحو ذاك المقهى , كنت دائما" أتجنب استراق النظر إليه وأخاف معاودته , لكن رغم ذلك قررت الدخول لأثبت قدرتي على زيارة الأماكن الفارغة دون أن يصيبني هوس الذكرى ,,,
هكذا أقنعت نفسي ودخلت مسرعة نحو تلك الطاولة حيث هزمني فيها الحبّ لأول مرة .
المقهى هادئ تماما" والمقاعد خالية من كل شيء , طلبت قهوة مرّة , وعلى غير عادتي شربتها دفعة واحدة وعلى عجل تركت النقود قرب فنجان القهوة وخرجت كما دخلت مسرعة وكأني على موعد مع الهروب ,,,,,
كنتُ أنا منهمكة في حبّه , لا أرى أحدا" غيره ,, في حين تركني هو ليتذكر أنه رجل لامرأة سواي , وبدأت أشرح لنفسي حقيقة العلاقة التي أودت بنا نحو هاوية المطاف , فكل تورطنا العشقيّ كان مجرد إغراء ملتبس بشيء ظاهره هو الحب ,,,
كنتُ امرأة في اشتهائي له أشعر بخوفي عليه , هو الخوف من غيابه , هو الخوف من حرماني منه , لذا أبقى في انشغالي به فأكون معه أو أتحضر لأكون معه , وكان هو كأيّ من الرجال يعشق هذه الطريقة , فهو من مناصري السخاء العشقيّ , يريد امرأة لا تكفّ من النظر اليه , امرأة تدلله وتكرمه ,,,
وهكذا يأتي الحبّ يغرس بصمته ويمضي تاركا" لي كل ما أعطيته من حنان , كل ما أهديته من أشواق وكأنه يُنزل عن حموله كل شيء ليرحل كما أتى سليما" معافا" من كل شيء ويقاصصني بدوره عن كل شيء .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)