كم تمنيت لو يعود بي الزمن لأستهزئ منه قبل أن يسخر مني , تمنيت لو أنسى كل الأشياء التي رافقتني بوهمها بخداعها بزخرفها المبهر .
كأيّ من الفتيات أعشق مواكبة العصر بجميع أحداثه الجديدة , أحببت استخدام أي شيء , تجربة أي شيء وتعلمت وأصبحت في السنة النهائية في الجامعة وكنت من المتفوقات ضمن منهاجي ولم أنسَ نعنشة روحي ببعض الرحلات مع رفاقي وأمسيات مع عائلتي والمسابقات والجوائز التي نجحت بها والتي خذلتني ... وأحببت أن أدون كل ما أقوم به من يومياتي وأن أطرح أفكاري وأن أحفظ صور ذكرياتي فأنشأت صفحة لي على النت كما يسمونها الفيسبوك ,, هي صفحتي ,,
بداية كنت أضيف ضمن قائمتي من أعرفهم فقط ثم قلت وماذا يعني لو وسعت دائرة معارفي فأنا فتاة واعية وأعرف ما أريد وماذا أفعل ,, وأضفته هو ....
"" ليس لأحد أن يدخل حياتي إلا بإذن مني
ليس لأحد أن يطرق قلبي للهوى فيُشقيني
فأنا لا أحب الإنتظار
وأكره السهر
وأعشق حريتي ""
كانت هذه الكلمات التي دونتها على صفحتي والتي استدرجته هو ليتآمر مع الحب على قلبي .....
"من أنتِ يا جميلتي " هكذا بدأ محادثته معي وكنت سعيدة بالردّ عليه , قوية في أجوبتي
لم أكن أعلم أنها بداية سعادتي وأحزاني
لم أكن أعلم أنها هنائي وشقائي
لم أكن أعلم أنها بداية التصالح مع ذاتي والتناقض في آن معا"
كيف لأحرف كيبوردية أن تفعل بي مثل هذا , كيف لها أن تطارد عواطفي , أن تقتحمني بكل هذا الجنون الذي لا واقع له ....
أحببته ,, وتراسلنا بكلمات الحب وتبادلنا الأزهار والورود ورموز الحب وبدأت أتساءل : من هو ؟؟
من أنت يا من عصفت بي
من أي بلد أتيت
من أي حبّ ولدت
وكان يزعم أنه شاب مثلي في العشرينات , متعلم , مثقف , من بلد ليس بغريب عني وأنه واثق من حبه وأنه حقا" يريدني , لكنه يحتاج بعض الوقت ليمهد السبل نحوي وكنتُ مسرورة بانتظاره سعيدة بحبي الجنوني ....
نسيت أمسيات عائلتي , نسيت رحلاتي وأصدقائي حتى وقد نسيتني وماعدت أذكر أيّ شيء سوى هو حبيبـــي
كنت أجلس بالساعات أمام آلة الحاسوب أراسله وأو أنتظره ريثما يأتي .
كنت مجرد فتاة مراهقة منساقة وراء عواطف كذابة ,مخادعة ,, أهلكتني ,,
ووعدني بالزواج ورسم لي أيامي الآتية بأبهى صور الخيالات ووعدته أن لا أكون لأحد سواه ......
وأهديته كل شيء ,, كل ما أستطيع إهداءه عبر كاميرا وسكايب ورسائل نصية وتمادينا أكثر وأكثر وكأننا رجل وامرأة من وراء شاشة ومضت الأيام ونحن نعبث بأنفسنا نلهو بالحب بكل فنونه .....
وجاءتني الصاعقة ذات يوم وهو يراسلني باكيا" ويقول لن يستطيع الإتيان , ربما سيتأخر بعد, فهناك عوائق كثيرة تمنعه من المضي , ولكنه يحبني .. ينتظر مجيئه نحوي .. وأنا أنتظر وفاءه وأنتظر وعوده ...
أصبح يتجاهلني كثيرا" ويغيب أكثر ويقدم أسفه أكثر وأكثر, وها أنا وقد شعرت ببرودة عواطفه تجاهي ,,
" إإتني بلهفة أول لقاء
بقبلة أول عناق
بشعلة أول بركان
إإتني بهم
وخذ مني كل شيء
واتركني للنسيان "
" إإتني بلهفة أول لقاء
بقبلة أول عناق
بشعلة أول بركان
إإتني بهم
وخذ مني كل شيء
واتركني للنسيان "
وكأني لم أكن يوما" أمنيته
وكأني لم أكن حبيبته
لم أكن عشيقته
بحثت عنه دون جدوى , أين هو يا ترى , الى أين رحل , كيف رحل ولماذا رحل ؟؟!! لقد وافيته بكل شيء ولم أطلب منه أيّ شيء ,,,
ومرّت الأيام ومرّت الأسابيع ومرّت الأشهر على غيابه ولا أعلم عنه شيئا" .....
إنه إسمه هو ,, صورته هو ,, طلبت صداقته وأضافني ودون أن يعلم أنها صفحتي ....
تفحصت داخل صفحته وكدت أصاب بالهلع , يا لهول غبائي ,,
كيف تركت جميع الناس وجميع أحبابي واخترته هو رفيق دربي , وكم من حبيب طلب محبتي صدقا" وواقعا" والتجأت إلى وهم خيالي ,,
,,,,,,,إنه رجل متزوج ولديه أولاد,,,,,,
لماذا أتى نحوي , لماذا لعب بعواطفي ,
وبعد أن عرفت حقيقته كيف سأمضي !!!!
هل أواجهه وأنزل به كل الشتائم التي يستحقها ؟!
هل أتركه وأرحل وأبتعد عنه وأحفظ بضعا" من كرامتي ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق