يقول لي صديقي , أراكي تعشقين القهوة كثيرا" , فأجيبه وما رماني بالهوا إلا فنجان قهوته حين ارتشفت من أنفاسه قطرة , ونظر لي نظرة تعجب , وأنا أكمل حديثي , هي قطرة واحدة كانت حائرة على شفتيه فلا أدري ما الذي ارتشفته لكن ما أنا على يقين به أني من حينها وأنا أعشق القهوة لأنها تهوي بي حيث شفاهه , فأردف قائلا" , لكنه بعيدا" كثيرا" عنك , أجبته , نعم , فكل منّا يستحضر غائبه وذاك الغائب ربما في أحضان الغير متنعم , وتجحظ عيناي صديقي ويقول , أتمنى موت حبيبتي على أن ترفّ جفنيها لسواي كائنا" من كان , وتدمع عيناي خوفا" على من في الهجران متناسيا , فأنا أودّ له النعيم كلّه حتى وإن لم تراوده ذكراي أبدا , فكيف تراني أسعد وإن شوكة خدشت ملمسه , أصابت قلبي بذبحة وجعلتني طريحة الفراش حتى تسكن آلامه , وعاد يسألني , وكيف تملكين هذا الشعور لمن طغى واستبد بمشاعرك واستباح قتلك ببعاده ,, يا صديقي لم وصفته كالجزار وقد كانت أحاسيسا" راودته ذات ليلة واستفاق منها هو غير حلمي لم يجرؤ على اجتياز الوجد له , فالحب يا صديقي لا يُؤخذ عنوة وكثيرا" ما تكذب المشاعر في حالة جوع عاطفي , فلا ذنب لهم في حبنا الصادق ولا نمني حبّنا على أحد فهذا الحب الذي اعتراني حملني لدنيا ما كنت لأطأها لولاه ولست نادمة على شيء ولا على غيابه والعذاب , فاستطردني بالحديث يسألني عن تحضير البامية الخضراء فهل نقليها بالزيت أم نكتفي بتقليبها !!! آه ما دهاك يا صديقي وقد صحّوتني من حلم قد كنت سأمسك بيديه للتوِّ , فأجابني , لا بل أريحك من عذاب أنت به , فابتسمت وقلت له أنا سعيدة بآلامي إن كانت محوى سعادته وأكمل ببحديثه , وأردت أن أزيح فكرك عن ذاك الهوس المجنون ,, ضحكت من ظنونك يا صديقي , فأنا لا أحيد عنه أبدا , أستفيق وأنا أردد بإسمه وأرى وجهه مرسوما" في كل أمكنتي وحتى وأنا أطهو الطعام والبامية أيضا" , كان هو يرافقني , فقال لي , فلترحلي الى فراشك لقد تجاوزنا منتصف الليل فلعلك تستريحي ,, وتنهدت شوقا" لوسادتي وودعت صديقي وأنا أردد أنام إذا" فلربما أرى في المنام ما يروقني أي أراه هو نعم وسوف يأتيني ,,,,,,,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق