حين
كنتُ طفلة , كنتُ أستصرخ طفولتي وكانوا يزعمون أن الطفولة هي أجمل مراحل
العمر والكبار يتذكرون طفولتهم ويبتسمون ويتمنون لو يعود بهم الزمان
ويرقصون فوق طفولتهم برهة , كانوا يصفون الطفولة باللعب
البريء وهناء القلب وفراغ الفكر من الهموم وكنتُ أحاول أن أتخيّلها أن
أرسمها على ورقتي في حصّة رسم بعد أن طلبت منّا معلمتي أن نرسم قصة الطفولة
, حاولت وحاولت عبثا" فلم أجد غير صورة طفلة تحمل أخاها
الصغير وتواسيه في بكائه وتدعوه الى رحلة ربما توجد فيها طفولة ومضت في
رحلتها .... وعلى الطريق القصير كبرتُ كثيرا" , كبرتُ قبل أن أنضج ,, قبل
أن أنظر الى نفسي في المرآة ,, قبل أن أسرح شعري وقبل أن أبتسم لشاب وسيم
وأدّعي أنه هو يلاحقني , كبرتّ فجأة ورأيتني امرأة قبل أن أفهم معنى زوج
وزوجة ووجدتني أم لأولاد هم أبنائي لكنهم ليسوا لي " هكذا علمتني قبيلتي "
ورغم ذلك قلت سأمنح أبنائي الطفولة التي وصفوها لي لكن الزمان لم يرتضي
ولم يعطيني بغيتي فقد خبأ أبنائي عنّي كي أذوق حرمان الطفولة والأمومة معا"
عندها كسرت أقلام التلوين ومزقت دفاتر الرسم التي لا تجرؤ على رسم طفولة
ولا ترسم غير أمومة وحيدة هي أم لأولاد ولا أولاد لها , ومضيتُ ثانية
وقلت لا بد لي أن أبني حياة جديدة بعيدة عن الطفولة , بعيدة عن الزوجة ,
بعيدة عن الأمومة ,,,, .........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق