أحب الشتاء , أحب هطول المطر , والبرد قارس وحطب ينادي من المدفأة ليجمع حوله الأحباب , وابريق شاي يصفرّ استعدادا" لسرد الحكاية , هي حكاية حب اختلقتها صقيع ليلة ذات شتاء ,,,
كوخ صغير يملأه دفء وحنان وشاب مغترب يسكنه ويسعى معه للحياة , نافذة صغيرة مكورّة يجلس بجوارها يتأمل منها أشياء ويستمتع بزخات مطر تعزف سمفونية الشتاء ,, فجأة تغير صوت الأنغام وكأن لحنا" جديدا" يطرق ويرعش معه الفؤاد , فتاة كالثلج في البياض ومن خدودها شقائق النعمان وشفتاها ترتعش بردا" تشتهي كوب شاي ,, "" هل أنتِ ملاك أتيتي من سماء ؟ أم أنتِ أميرتي الحسناء ؟! "" ,, وفتح لها باب كوخه الصغير ودخلت مسرعة تختبئ من خوف وظلام , نفضت شعرها الأشقر الطويل وراح يتدلى فوق الأكتاف وتربعت قرب المدفأة تتدفئ من نارها واشتعل هو من وهج جمالها الساحر الفتان , قدّم لها كوبا" ساخنا" من الشاي وشربا معا" ولم يعلم كيف استفاق عليهم الصباح وكيف مضى الليل سريعا" وأتت الشمس بإشراقة نهار , ودعته بقبلة شكر ومضت بخطى فوق صدره كطعنة سيف أغمدته في قلبه وانتزعته دون أن يقطر منه دماء وبقي مسمّرا" لساعات يتساءل من أيّ حب أتت تلك الفتاة ,, ويأتي شتاء ويرحل شتاء وهو أمام نافذته ينتظرها ويشتهيها مع مدفأة وكوب شاي ,,,,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق