إنه يوم عطلة , وقد قرر الزوجان أن يقيما مأدبة غداء لصديقين لهما وأزواجهما , المنزل واسع وأمامه حديقة زُينت بالورود والأزهار الجميلة يُشرف على ترتيبها رجل اتخذ من كوخ صغير داخل الحديقة كمنزل له يحمي به عائلته المؤلفة من زوجته التي تعمل كـ خادمة داخل المنزل وأبنائه الثلاثة , ها قد أتى المدعوون , فتحت الخادمة باب المنزل واستقبلهم أصحاب البيت بالترحاب لقد كانت الزوجة بكامل أناقتها ترتدي ثوبا" مزخرفا" وعلى يديها نقش الحنّة البديع , وها قد أكملت الخادمة توضيب السفرة ودعتهم اليها ثم دخلت المطبخ لتحضر بعض الحلوى وإبريق شاي ريثما ينتهوا الضيوف من الغداء , قامت الخادمة بنزع السفرة وقدمت لهم الشاي والحلوى ثم أتبعتهم بالقهوة وحبوب الشوكولاته , لقد حلّ المساء فودّع الزوار أهل البيت بابتسامة عريضة , لقد عاد كل منهم الى منزله لكن أحدهم وحين همّ بالدخول مسك يد زوجته بحنان وهو يعتذر منها لأن ليس له القدرة على أن يأتي لها بخادمة كما صديقه وراح يقبّل يديها شكرا" على ما تقوم به من أعمال , أما الثاني ما إن دخل منزله وأقفل الباب عليه حتى صرخ بزوجته باشمئزاز وهو يقول لها ألم تنظري الى تلك الخادمة البارعة كيف تقوم بكامل الأعمال دون تذمر أليست تلك الخادمة زوجة أيضا" إنها تعمل داخل منزلها كزوجة وخارج منزلها كـ خادمة لتعين زوجها وأنتِ تتأوهين من أتفه الأعمال .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق