السبت، 25 يونيو 2016



أذكر يوم التقينا هنا في المحطة وعيناي شاخصة وأنا أودع قريبا" لي ,, وكان هو قد وصل لتوّه من السفر وعيناه تبحث في المدى عن أحد ينتظر عودته حتى كاد يظن أنّي في انتظاره ,, ودون أن ندري تدفّق كل منا باتجاه الآخر وتعانقنا عناق الأحبة وكأننا على موعد مع اللقاء وأخيرا" التقينا ,, ,,
جلسنا في المقهى المجاور للمحطة , تسامرنا عن اشياء عديدة وكدت أنسى أن أنظر الى وجهه أو أنني كعادتي أمرّ عبر المارة فألقي السلام على ذاك وأردّ التحية على تلك دون أن أعلم من ذاك ومن تلك , لكن شيئا" من الفضول استفزني لأرفع ناظريّ اليه وتعمقت في تلاميحه كثيرا" وسافرت بعيدا" ,, ,, 
تأخر الوقت وكان على كل منا أن يمضي في طريقه وافترقنا دون أن نحدد موعدا" للقاء آخر . مرّت الأيام ومضت السنوات وأنا أزور المحطة كل يوم وأحيا مع ذلك اللقاء العابر وكأني أنتظر شيئا" ما , ربما أنتظره في لقاء آخر ,, ,, 
وفي إحدى الأيام , عندما كنت على عادتي أنتظر في المحطة , ارتطمت عيناي بعيناه التي تكاد لم تفارقني ,, إنه هو يحمل حقائبه ينتظر القطار متهيئا" للسفر , دنوت منه , دنوت أكثر لكنه لم يعرفني ,, ,, 
بدأت أنظر اليه وهو يمضي دون أن يراني فرحت ألملم شظايا ما تبقى من الذكرى وأحتضن أوهامي في انتظار قطار العودة ,,,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق